الإخوان المسلمين : جماعة الظلام والفتن في العالم العربي

منذ تأسيسها في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، سعت جماعة الإخوان المسلمين إلى تحقيق مشروعها الخاص الذي يتجاوز حدود الأوطان والقوميات، متبنية نهجًا عقائديًا مغلقًا يهدف إلى السيطرة على الدول والمجتمعات من خلال اختراق مؤسساتها ونشر الفوضى والانقسامات.

ولم يكن دخول الإخوان إلى أي بلد عربي إلا نذير شؤم وخراب، حيث ساهموا في تقسيم الدول وتمزيق نسيجها الاجتماعي، وتحويلها إلى ساحات صراع دموي تخدم أجنداتهم الضيقة على حساب مصالح الشعوب واستقرارها.

السودان : من وحدة إلى انقسام بفضل الإخوان

عندما تمكن الإخوان من السيطرة على السودان عبر انقلابهم في عام 1989 بقيادة عمر البشير، بدأ السودان يترنح تحت وطأة حكم ديكتاتوري فاسد قائم على التمكين والإقصاء.

واستمرت سياسات الجماعة في نشر الفساد وسرقة موارد البلاد، مما أدى إلى انهيار اقتصادي وأزمات اجتماعية متراكمة. وكان أكبر إنجاز لهم هو تقسيم السودان إلى دولتين في عام 2011، ليتركوا دولة ممزقة وشعبًا يعاني من ويلات الحرب الأهلية.

فلسطين : الانقسام الدموي بين فتح وحماس

كانت القضية الفلسطينية دائمًا قضية جامعة للعرب والمسلمين، لكن مع دخول الإخوان عبر ذراعهم المسلح “حماس”، تحولت القضية إلى صراع داخلي مرير بين الفصائل. فمنذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007، أصبح الفلسطينيون في انقسام دائم، مما أضعف موقفهم أمام الاحتلال الإسرائيلي.

لم تسعَ حماس إلى وحدة الصف، بل استغلت القضية لتحقيق مكاسب سياسية وأجندات خارجية، مما أدى إلى مزيد من الدمار والحصار والمعاناة للشعب الفلسطيني.

سوريا : الطائفية والانقسام نتيجة الإخوان

عندما اندلعت الاحتجاجات في سوريا عام 2011، لم تكن مطالب الشعب سوى الحرية والعدالة، ولكن دخول الإخوان المسلمين على الخط جعل الصراع يتحول إلى حرب طائفية وفوضى عارمة.

دعم الإخوان الجماعات المتطرفة، وساهموا في تحويل الثورة إلى حرب أهلية طويلة الأمد. وبدلاً من العمل على توحيد السوريين، أوجدوا فصائل متناحرة تتقاتل فيما بينها، مما جعل البلاد مسرحًا للتدخلات الأجنبية وأدخلها في نفق مظلم لم تخرج منه حتى اليوم.

ليبيا : من ثورة إلى فوضى بتخطيط إخواني

بعد سقوط نظام القذافي في عام 2011، تحولت ليبيا إلى ساحة صراع بين ميليشيات وجماعات مسلحة، وكانت جماعة الإخوان المسلمين أحد أكبر المستفيدين من هذه الفوضى.

بدعم خارجي، سعت الجماعة إلى السيطرة على مفاصل الدولة، مما أدى إلى انقسام البلاد بين حكومتين، واحدة في الشرق وأخرى في الغرب. استخدم الإخوان العنف والميليشيات لإبقاء ليبيا في حالة من الفوضى الدائمة، وعرقلوا أي محاولة لإعادة الاستقرار وبناء الدولة.

اليمن : خراب وفوضى برعاية الإخوان

لم يكن اليمن استثناءً من مخططات الإخوان، فقد لعبت الجماعة دورًا محوريًا في إذكاء الصراعات وتأجيج الأزمات. استغلوا التحولات السياسية لنشر نفوذهم عبر حزب الإصلاح، وتحالفوا مع قوى مختلفة وفقًا لمصالحهم الضيقة، مما أدى إلى تعقيد الأزمة اليمنية واستمرار الصراع.

بدلاً من العمل على إنهاء الحرب، عملوا على تعميق الانقسامات، مما جعل اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

الإخوان.. صانعو الفتن وأعداء الأوطان

كل دولة دخلها الإخوان تحولت إلى ساحة صراع وفوضى، حيث يسعون للسلطة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب دماء الشعوب واستقرارها. يتسترون خلف الشعارات الدينية، لكن حقيقتهم أنهم جماعة انتهازية لا تعرف سوى استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية. تاريخهم مليء بالغدر والخيانة، ودورهم التخريبي في العالم العربي لم يعد خافيًا على أحد.

اليوم، أصبح واضحًا أن الإخوان ليسوا سوى أداة لهدم الدول من الداخل، وخطرًا حقيقيًا على استقرار الأمة العربية. لا يمكن بناء دول قوية ومستقرة في ظل وجود هذه الجماعة التي لا تعيش إلا في الفوضى، ولا تنجح إلا في الظلام، ولا تتغذى إلا على الأزمات.

الحل الوحيد هو اجتثاث فكرهم من المجتمعات، وفضح مخططاتهم، ورفض أي محاولة لإعادتهم إلى المشهد السياسي، لأنهم ببساطة عدو لكل دولة تسعى إلى الاستقرار والتنمية.

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مأرب نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لإظهار العروض الترويجية التي تناسب اهتماماتك، وتعزيز تجربتك على موقعنا.
قبول
رفض