إسرائيل تبحث عن “نصر” وحماس تعِد بمفاجآت.. ما مخاطر اجتياح غزة..؟

تحمل أي عملية موسّعة يقوم بها جيش الاحتلال داخل قطاع غزة مخاطر كبرى له – الأناضول
خلال الأيام الماضية، صادق جيش الاحتلال الإسرائيلي على الخطط لتوسيع عدوانه على غزة تمهيدًا للمرحلة التالية من العدوان التي تتمثّل في العملية العسكرية البرية، التي تمّ تأجيل انطلاقها أكثر من مرة بذرائع مختلفة.

وسعيًا لالتقاط صورة “نصر” بعد الفشل الاستخباراتي والأمني في توقّع عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب القسام في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، تعهّد الإسرائيليون بتدمير حركة المقاومة الإسلامية “حماس” رغم الكلفة الباهظة للاجتياح البري.

وإذ قال يارون فينكلمان ضابط القيادة الجنوبية الإسرائيلية للجنود: “المناورات ستنقل الحرب إلى أراضيهم، سوف نهزمهم في أراضيهم”، توعّدت “حماس” جيش الاحتلال بمفاجآت غير مسبوقة لم تكن في حسبانه.

وأكدت مجلة “ذا هيل” الأميركية أنّ أي عملية موسّعة يقوم بها جيش الاحتلال داخل القطاع تحمل 5 مخاطر كبرى تتمثّل في تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، ناهيك عن خسائر بشرية لجنود الاحتلال، وتأجيج الرأي العام العالمي والمحلي ضد إسرائيل، فضلًا عن فتح جبهة ثانية في الحرب.

تزايد عدد الضحايا المدنيين
يُمكن أن تكون العملية البرية طويلة ودموية وتتضمّن قتالًا من منزل إلى منزل في المناطق الحضرية، ما يُشكّل خطرًا هائلًا على السكان المدنيين في قطاع غزة، بعد أن تسبّبت الغارات الجوية في استشهاد أكثر من 4 آلاف مدني فلسطيني وشرّدت أكثر من مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم.

وقال ديفيد كورترايت الأستاذ الفخري في كلية الشؤون العالمية بجامعة نوتردام، لمجلة “ذا هيل”: إنّ القتال في غزة يحمل خطرًا هائلًا على مكانة إسرائيل، واقترح بدلًا من ذلك “عقد محكمة دولية لتقديم المسؤولين في حماس عن مهاجمة إسرائيل إلى العدالة”، بالتزامن مع السعي إلى حل سياسي مع الشعب الفلسطيني، حسب قوله.

وأكد أنّ الحصار المستمر لغزة “لن يؤدي إلا إلى المزيد من الموت والدمار وسيوسع الحرب، ويمكن أن ينتهي به الأمر لصالح حماس، إذ إن التعاطف والاهتمام العام في جميع أنحاء العالم يتحوّل بالفعل من الإسرائيليين الذي قُتلوا في هجوم حماس إلى أطفال غزة الذين يموتون نتيجة القصف الإسرائيلي”.

في حرب غزة عام 2014، قاتلت كتائب المشاة الإسرائيلية في أحد الأحياء الشمالية لمدينة غزة، في معركة استمرّت أكثر من شهر بقليل، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 1600 من المدنيين وجرح أكثر من 10 آلاف آخرين، وانتهت بانسحاب إسرائيل دون أي انتصارات إستراتيجية كبيرة.

تكلفة باهظة على جيش الاحتلال
عام 2014، فقدت إسرائيل 66 جنديًا في غزة، واستمرّ الصراع بضعة أسابيع فقط ولم تدخل إلا أجزاء من القطاع، حيث كافحت قوات الاحتلال في قتال المدن وأنفاق المقاومة وأفخاخها وقنّاصتها وكمائنها.

لكنّ هذه المرة، وعدت إسرائيل بشنّ عملية شاملة لتدمير حماس واستدعت 360 ألف جندي احتياطي للخدمة، ومن المرجح أن تتطلب العملية مزيدًا من الوقت والموارد، ما يُعرّض المزيد من الأرواح للخطر، خاصة وأنّ حماس طوّرت شبكة أنفاقها تحت الأرض، وهي ميزة يمكن استخدامها لمهاجمة القوات الإسرائيلية.

وأوضح مراسل “العربي”، أنّ الأنفاق تحت قطاع غزة تمثّل العقبة الأساس أمام العملية البرية، ونظرًا لضخامتها، وربما تكون أضخم من الأنفاق التي كانت موجودة في فيتنام.

وقال ألب سيفيميلسوي الزميل في “المجلس الأطلسي” للأبحاث للمجلة: إنّ القوات الإسرائيلية يجب أن تُحدّد “معايير نجاح صغيرة” لكل منطقة إذا أرادت التغلّب على العقبات داخل غزة، مشيرًا إلى أن “المرحلة الأولى يجب أن تكون السيطرة على منطقة تلو الأخرى حتى يصلوا إلى 75% أو 80% من السيطرة الجغرافية”، متوقعًا أن يستغرق ذلك بضعة أشهر.

تراجع الدعم الشعبي
بعد عملية “طوفان الأقصى”، أعلن الجمهور الإسرائيلي دعمه للجهود الرامية إلى هزيمة المسلحين في غزة، ولكن إذا تكبّد جيش الاحتلال خسائر فادحة في صراع طويل الأمد بدون نهاية في الأفق فقد يتغير المزاج.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية نُشر الجمعة، أنّ 65% من الإسرائيليين يؤيدون الغزو البري ولا يعارضه سوى 21%.

كما حذّر بلال صعب من معهد “تشاتام هاوس” من أنّ الدعم الأميركي قد يتغيّر أيضًا بمرور الوقت. وكتب في تحليل له أنّه “على جيش الاحتلال أن يأخذ في الاعتبار آراء حلفائه وتهديدات أعدائه، والرأي العام المتذبذب في الداخل”.

وسبق أن خاضت إسرائيل أربع حروب مع حركة “حماس”، وفشلت كل محاولاتها للقضاء على الحركة، إلا أنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم جوناثان كونريكوس قال إنه بنهاية هذا الصراع، لن تتمتع “حماس” بالقدرة على “تهديد المدنيين الإسرائيليين أو قتلهم” بعد الآن، حسب زعمه.

فتح جبهة حرب أخرى
منذ عملية “طوفان الأقصى”، يتبادل جيش الاحتلال وحزب الله اللبناني إطلاق النار يوميًا، وهو ما قد يؤدي إلى حرب شاملة، خاصة أنّ المسؤولين الإيرانيين حذّروا مرارًا وتكرارًا من أنّهم قد يضطرون إلى اتخاذ إجراءات إذا استمرّت الهجمات على غزة.

وأبدى عماد حرب، مدير الأبحاث والتحليل في المركز العربي في واشنطن العاصمة للصحيفة، شكوكه في احتمال نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان، لكن رغبات إيران ونظرتها للعدوان على غزة مهمة.

علاقات أضعف مع العالم العربي
فجّر العدوان الإسرائيلي على غزة الغضب في الشارع العربي، الذي تضامن مع الشعب الفلسطيني. وتفاقم هذا الغضب أكثر بعد قصف مستشفى المعمداني الذي أدى إلى استشهاد مئات الفلسطينيين.

لكن الحملة العسكرية المطولّة في قطاع غزة، ستُثير المزيد من الغضب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تتعاطف منذ فترة طويلة مع القضية الفلسطينية.

وقال حرب: إنّ إسرائيل فقدت بالفعل الدعم السياسي بين العرب، وتُخاطر بإثارة موجة من الغضب مع اجتياح غزة، حيث سيضغط الرأي العالم العربي على حكوماته.

قال حزب “حركة الإنصاف” لوسائل الإعلام، إن محاكمة خان ونائبه وزير الخارجية السابق شاه محمود قرشي ستبدأ يوم الجمعة. وأضاف الحزب أنه سيطعن في لائحة الاتهام.

وُجه الاتهام إلى الرجلين بموجب قانون أسرار الدولة العائد إلى حقبة الاستعمار خلال إجراءات “تمت في مقر المحكمة من دون حضور الجمهور أو وسائل الإعلام”، على ما أفاد ناطق باسم “حركة الإنصاف”.

عقوبة قد تصل إلى الإعدام
ويفيد محامو عمران خان بأن موكلهم يواجه في إطار هذه القضية احتمال الحكم عليه بالسجن 14 عامًا، وفي ظروف قصوى عقوبة الإعدام.

وقال خان إن البرقية تدل على وجود مؤامرة أميركية لدفع الجيش الباكستاني للإطاحة به في تصويت برلماني العام الماضي بسبب زيارته إلى موسكو قبل الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا مباشرة. وتنفي الولايات المتحدة والجيش الباكستاني ذلك.

ويلقى عمران خان الذي وصل إلى السلطة العام 2018 وأطيح بموجب مذكرة حجب ثقة في أبريل/ نيسان 2022، دعمًا شعبيًا واسعًا في باكستان.

وأوقف الآلاف من أنصار “حركة الإنصاف”، فيما اضطر غالبية قادتها إلى العيش في الخفاء. وقرر بعضهم لاحقًا الانسحاب من الحزب.

وقال المحلل السياسي رسول بخش ريس لوكالة “فرانس برس”: “هو ملاحق قضائيًا إلا أن نية النظام واضحة جدًا: لا يريد أن يترك له أي إمكانية للإفلات، سواء كانت الاتهامات فعلية أو ملفقة”.

وخان ملاحق في إطار أكثر من 200 قضية منذ طرد من السلطة وهو يعتبر أن هذه الملاحقات مدفوعة باعتبارات سياسية.

وهو اتهم الجيش الذي سانده للوصل إلى السلطة في 2018، لكنه فقد دعمه لاحقًا بحسب محللين، بالسعي إلى منعه من العودة إلى السلطة.

أما الإسبان فقد تظاهروا بدورهم في مدن عدة، على غرار مدريد وبرشلونة وإشبيلية، فيما سار فريقا الليغا الإسبانيين “ريال سوسييداد” و”أساسونا”، على درب سلتيك الإسكتلندي حيث رفعا العلم الفلسطيني على مدرجات ملعبيهما.

وفي فرنسا، استعملت الشرطة القوة لإيقاف المظاهرات السلمية وفرقت المتظاهرين، فرع العلم هناك أصبح جريمة يعاقب عليها.

أرقام قياسية في لندن
وخرج المتظاهرون في بريطانيا من مختلف أعراقهم ودياناتهم منذ بداية العدوان على غزة، وباتت الأعداد تتزايد حتى سجل يوم السبت الفائت رقمًا قياسيًا بخروج 300 ألف متظاهر ومتظاهرةٍ بحسب التقديرات الرسمية.

فقد امتلأت شوارع ووسط مدينة لندن بالمطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على الأطفال والأبرياء في غزة.

ولم تعهد العواصم والمدن الأوروبية في السنوات الأخيرة، امتلاء ساحاتها على النحو الذي شهدته منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أصبحت الأعلام الفلسطينية ترفرف في أغلب أقطار العالم.

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مأرب نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لإظهار العروض الترويجية التي تناسب اهتماماتك، وتعزيز تجربتك على موقعنا.
قبول
رفض